سوسيولوجيا التربية


سوسيولوجيا التربية

 منسق الماستر : د. عبد الله هرهار 

أهداف التكوين

يمكن التأريخ لنشأة سوسيولوجيا  التربية، بأول درس ألقاه إميل دوركايم في نهاية القرن 19 ، والذي سينشر بعد وفاته تحت عنوان  » التربية الأخلاقية ». ومن خلال قراءة لأعمال دوركايم التأسيسية في مجال سوسيولوجيا التربية: « التربية الأخلاقية »، « التربية والسوسيولوجيا » وخصوصا ل »التطور البيداغوجي في فرنسا »، يمكن إدراك حقيقة أن إشكالية جديدة بصدد الظهور، مختلفة عن تلك التي كانت متضمنة في الأعمال  البيداغوجية  السابقة.

وخلال هذه المرحلة الأولى من تاريخ سوسيولوجيا التربية التي تمتد إلى حدود الحرب العالمية الثانية، هيمن النزوع النظري/التجريدي، بحيث لا نجد أي أثر لدراسات امبريقية باستثناء أعمال الباحث الدوركايمي بول لابيPaul Lapie   حول المدرسة والحراك الاجتماعي ، وفصول من « الحراك الاجتماعي » لسوروكينSorokin  المخصص لنفس الموضوع….إذ كان يلزم انتظار الحرب العالمية الثانية  من أجل أن نشهد ازدهار البحث في مجال سوسيولوجيا التربية، حيث عرف هذا الحقل العلمي تطورا مهما، يمكن قياسه من خلال خلق العديد من مراكز البحث الوطنية والدولية المتخصصة، العدد المتزايد باستمرار للباحثين، للمجلات، المنشورات التي تعد بالآلاف الخ.

ويمكن اعتبار سوسيولوجيا التربية في سنوات الستينيات والسبعينيات- والتي تمثل سوسيولوجيا بورديو و باسرون، التعبير الأكثر قوة والأكثر انسجاما عنها- مثل التوجه العكسي و النقدي لتلك المعتقدات التي قامت على النموذج الدوركايمي. فهي تعتبر أن الثقافة المدرسية ليست محايدة ولا موضوعية، فهي مرتبطة بثقافة الطبقات المهيمنة. والتنشئة الاجتماعية المدرسية ليست تحريرا، وإنما هي نوع من التكييف أو الملاءمة مع حاجات النظام الاجتماعي..الخ.

جزء كبير من السوسيولوجيا المعاصرة يستلهم هذا النموذج. إذ يحاول جاهدا وصف آليات إنتاج وإعادة إنتاج التفاوتات …وهكذا فالعديد من الأبحاث درست المناهج الدراسيةcurricula  les   ، وتأثيرات المناهج البيداغوجية، والاختلافات بين الجنسين، دور الأسر المنتجة  للتفاوتات الثقافية، المترجمة على شكل تفاوتات اجتماعية…

لكن تطور سوسيولوحيا التربية في الفترة الراهنة، سار في تجاه وضع مسافة  مع النماذج السابقة كيفما كانت(ذات توجه ماركسي او بينوي وظيفي)، حيث بدأ ينظر إلى المدرسة على أنها تلعب دورا خاصا يختلف حسب السياق، وأن المؤسسات التعليمية ليست كلها متساوية، وأن المدرسين ليسوا كلهم بنفس الفعالية، وأن إستراتيجية الفاعلين في ال »سوق » المدرسي تلعب دورا مهما في آليات الانتقاء. لكن على الخصوص، بدا الوعي أكثر بدور الفاعلين، وخصوصا التلاميذ، الذين يلعبون دورا أساسيا في تنشئتهم وفي تعلمهم. وباختصار فصورة المدرسة أصبحت أكثر تعقيدا. كما أخذت الدراسات السوسيولوجية تركز على  السياقات المحلية، التوجيه، الممارسات البيداغوجية. فأصبح الباحث مطالب أكثر بلعب دور خبير للسياسات السائدة، من أجل محاربة « الهدر المدرسي » و »العنف المدرسي »، « عدم تكيف » التلاميذ مع الأقسام التي تراعي »التمايزات »…

وانطلاقا مما ما سبق، تساهم سوسيولوجيا التربية  أكثر فأكثر في صياغة السياسات التعليمية، من خلال تحديد المشاكل وأحيانا باقتراح الحلول. وباختصار، تشكل سوسيولوجيا التربية شيئا فشيئا جزءا من المدرسة نفسها، فهي ترسم الأطر التي تتشكل داخلها حريتنا. ولهذا الاعتبار فان سوسيولوجيا التربية لا تهم المتخصصين في علماء الاجتماع فقط، وإنما هي في خدمة اصحاب القرار، والأساتذة والإداريين ومختلف مهنيي التربية والتكوين…الخ.

فإذا كان المهنيون مطالبين بإيجاد حلول بيداغوجة متلائمة مع السياق المحلي الذي يعملون فيه، فينبغي عليهم أولا، أن يمتلكوا وسائل معرفة موضوعية لمؤسساتهم (للفاعلين التربويين، وللعلاقات القائمة بينهم، ولآليات سيرها ولثقافتها.. ) و لمحيطها ومجالها، وفيما بعد بلورة مناهج واستراتيجيات للتدخل على أساس هذه المعرفة….

من هنا أيضا أهمية التفكير في فتح ماستر في « سوسيولوجيا التربية » في هذه الفترة المفصلية من تطور المجتمع المغربي، التي تتميز باعتبار المدرسة في صلب المشروع المجتمعي للبلاد، وفي صدارة الأولويات والانشغالات الوطنية، لا سيما ونحن في مستهل الرؤية الاستراتيجية للإصلاح التي تمتد من 2015 إلى 2030.

يهدف ماستر سوسيولوجيا التربية إلى تحقيق ما يلي:

– تعميق التكوين السوسيولوجي للطلبة، وذلك بنقلهم من تكوين أساسي عام( الإجازة في السوسيولوجيا) إلى تكوين متخصص في الماستر.

– تكوين طلبة باحثين قادرين على متابعة الدراسة في سلك الدكتوراه وإعداد أطروحات حول مختلف ظواهر التربية والتكوين.

ـــ تمكين الطلبة من نظريات ومفاهيم وأطر معرفية  في سوسيولوجيا التربية.

  • تمكين الطلبة من آليات وتقنيات البحث السوسيولوجي.

تزويد الطلبة بمعارف ومهارات في حقل التربية والتكوين، تتيح لهم الانخراط في مختلف مهن التربية والتكوين(التدريس –التوجيه –الإدارة..)

منافذ التكوين

: يستهدف التكوين في ماستر « سوسيولوجيا التربية

متابعة التكوين في سلك الدكتوراه

اجتياز مباريات مراكز الجهوية للتكوين في مهن التربية، مباشرة دون انتقاء أولي

العمل في مؤسسات التعليم والتكوين لخاصة (التدريس، التوجيه، الإدارة)

مد الجامعة المغربية (المدارس العليا للأساتذة، كلية علوم التربية، شعب علم الاجتماع) بأطر متخصصة في سوسيولوجيا التربية.

مد المؤسسات العامة ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات القطاع الخاص  بمهنيين متخصصين في سوسيولوجيا التربية.

مد الحقل الصحفي بمتخصصين في المجال السوسيولوجيا والتربية

المسار

نظريات وقضايا في سوسيولوجيا التربية

الفصل 1

التربية والنوع الاجتماعي

مدخل إلى علوم التربية

فلسفة التربية

انثروبولوجيا التربية

ترجمة وتحليل نصوص في سوسيولوجيا التربية

سوسيولوجيا المناهج والبرامج الدراسية

الفصل 2

تاريخ التعليم بالمغرب

الإدارة التربوية

السياسات التعليمية

منهجية البحث في سوسيولوجيا التربية

المدرسة والمجال

مهن التربية

الفصل 3

هندسة المشاريع التربوية

سوسيولوجيا التقويم

ثقافة المؤسسة التربوية

مشكلات التربية

سوسيولوجيا التوجيه والاندماج المهني

التدريب أو الرسالة

الفصل 4